رياح المحبة
نائب المدير العام
عدد المساهمات : 441
نقاط : 1097
السٌّمعَة : 0
 
تاريخ التسجيل : 19/07/2011
العمر : 39
 |  موضوع: رأي الوطن ... تبرير "إنساني" للعدوان الإسرائيلي المستمر الأربعاء أغسطس 03, 2011 1:24 pm | |
| إسرائيل لا تعييها الحيل لانتزاع تبريرات لاستمرارها في التعنت ورفض النزول على إرادة المجتمع الدولي والجنوح إلى الحل السلمي عبر الحوار السياسي والتفاوض أو عبر التصويت داخل أروقة الأمم المتحدة، ذلك لأنها كما أكدنا وأكد غيرنا مرارا لا تستطيع العيش سوى في أجواء التوتر ومن ثم فإن هناك اتفاقا بين أقصى اليمين وأقصى اليسار الإسرائيلي على الاستمرار في هذا النهج العدواني تحت راية الحرية والديمقراطية، بتفسيراتها الممسوخة التي تستبيح الاعتداء على أرواح الآخرين وحرية هدم منازلهم ومصادرة حقهم في العيش الكريم. وكلما شعر الإسرائيليون أن الرأي العام الدولي أخذ يميل لصالح القضية الفلسطينية وحتمية استراداد الشعب الفلسطيني لحقوقه التاريخية وحريته المسلوبة، فإنهم يلجأون إلى افتعال أزمة لعرقلة هذا المد المتنامي، وخاصة المد الشعبي أو ما يعرف بالرأي العام العالمي.
وآخر ما تفتق عنه عقل مهندسي المناورات السياسية في إسرائيل هو أن يقوم المتطرفون من لوبي الاستيطان بطرح مقترح لمعالجة أزمة المظاهرات التي اندلعت مؤخرا في إسرائيل بسبب الغلاء، ويقوم المقترح على أساس بناء عشرات الآلاف من البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس لحل أزمة السكن، أي أن العذر هذه المرة عذر "إنساني" يقوم على حق الإنسان، في السكن أما حق الفلسطينيين في حماية أراضيهم من المصادرة وبيوتهم من الهدم فلا أحد يلتفت له سوى هؤلاء المتضامنين الذين تطاردهم إسرائيل في كل مكان.
أي أن الإسرائيليين أصبحوا يواجهون الضغط من أجل حماية حقوق الإنسان الفلسطيني، بأفعال ضغط شعبي مماثل للتوسع الاستيطاني.
ويجري تصوير المظاهرات التي اندلعت في إسرائيل مؤخرا على أنها تطالب بحل أزمة ارتفاع أسعار المساكن، تحديدا دون أسعار المواد الاستهلاكية الأخرى والخدمات لتمرير المذكرة التي تم تقديمها إلى الكنيست للتغلب على أزمة السكن ببناء المزيد من المستوطنات على الأرض الفلسطينية. والمذكرة تتضمن توقيعات نواب من مختلف الأطياف السياسية من اليمين واليسار على السواء، ومن المؤكد أن سيتبعها خطط جديدة لمصادرة الأراضي والشروع في بناء مستوطنات جديدة .
وفي مقابل هذا التوافق الجماعي على العدوان على ممتلكات الشعب الفلسطيني نجد القادة الفلسطينيين يعجزون عن التوصل إلى حد أدنى من التوافق حول مسار العمل السياسي والعمل المقاوم فيما بينهم فالمصالحة تحولت إلى "مصارعة ومقارعة باللسان" وحين تم توقيع اتفاق في الرابع من مايو الماضي بالقاهرة، اعتقد الناس أن الفصائل الفلسطينية المتصارعة غدت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق المصالحة الحقيقية والراسخة، لكن سرعان ما سرى الخلاف حول الشخصيات المرشحة للحكومة الجديدة وحول الانتخابات وحتى الخلاف على الذهاب للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل لطلب إعلان الدولة والاعتراف بها كعضو في المنظمة الدولية.
ورغم الإحباط الذى يشعر به المراقبون للشأن الفلسطيني من جدوى مثل هذه المباحثات بين فرقاء (أو رفقاء) السلاح، إلا أن الجميع ما زال يتعشبث بالأمل في أن تسفر مباحثات القاهرة بين فتح وحماس يوم الأحد المقبل عن شيء جديد يعزز ذلك الأمل وأن يحسن القادة الفلسطينيون ترتيب أولوياتهم وآلياتهم لمواجهة الترتيبات العدوانية الإسرائيلية التي لا تكل ولا تمل تبرير اعتداءاتها المتواصلة. | |
|
