قصة من العالم السفلي
. . .قصة مستحيلة . . .
من كتابات: أبو علي
أنا ابو علي عمري 27سنة أعمل بشركة وطبيعة عملي متنقل وغير ثابت بموقع معين
في يوم من الأيام أخبرنا المسؤول عن العمل بأننا سننتقل إلى موقع جديد (أو منطقة حيوية جديدة) كما نسميها فتجهزنا وأخذنا ما نريد وذهبنا لهذه المنطقة.
كنت أنا وأصحابي لا نريد أن نذهب لهذه المنطقة لأننا سإمنا التنقلات والغربة إلا إننا وفي نفس الوقت كان يشدنا الفضول وحب المعرفة والتطلع على ما هو جديد حيث إننا قد علمنا بأن الموقع الذي نريد أن نذهب إليه مأهول بالسكان فقد أسعدنا ذلك مما زادنا فضولا بالتعرف على المنطقة الجديدة والأناس الجدد.
ومما أزعجنا أن الرحلة كانت طويلة إستغرقت أيام وليال. وكانت الطريق ترابية وتارة جبلية تغلغلنا داخل صحراء حتى بعضنا غضب وأعتقد الجميع بأننا قد تهنا وإن جهاز تحديد المواقع لا يعطي الإتجاه الصحيح إلا إننا قطعنا الشك عن طريق التأكد من الخارطة إلا أن بعضنا ظل مشككا؛ أردنا أن نتصل لنستفسر عن هذه المنطقة إلا أن الإرسال كان منقطع منذ عدة أيام..
والذي زادنا خوف بأننا أكتشفنا بان المنطقة لم يزرها أي واحد منا من قبل كانت حالنا يرثى لها كنا منهكين من طول السفر والسيارات كانت حالها ليس أحسن من حالنا ،وبينما نحن مستندين بمقاعد السيارت ونبحث عن إرسال سمعنا بوق سيارت ثم زاد الصوت وهو يزيد خفنا أن يكون قد حدث شي ما وبينما أنا أفكر في أسوء الإحتمالات التي قد تحصل لنا ونحن في هذه الصحراء المكان المنعزل وفجأة قطع سائق السيارت حبل أفكاري وهو يضحك ويقول منارة فالبداية أعتقدة بأنه قد جن حتى رأيت أصحابي يضحكون ويأشرون نحو الأمام وكل واحد يخبر الآخر ويقول له منارة علت الأصوات والهتافات فكان البعض منا يحمد ويشكر الله والبعض الآخر أستمر بالضحك وكأنه قد أصيب بحالة هسترية - آسف لم أخبركم ماذا كانت المنارة كانت مأذنة لمسجد وعند رؤيتنا لها عرفنا بأننا قد وصلنا للمنطقة-
لقد كانت حالنا مثل البحار الذي لم يراى اليابسة منذ سنين؛
وبينما نحن نقترب كانت تظهر ملامح القرية ونحن نهلل ونكبر حتى وصلنا ترجلنا من السيارات كنا نترنح لكننا كنا منبهرين ننظر للقرية لم نتوقع بأن نراها بهذا الشكل كانت المباني أسمنتية لم توحي بأنها قديمة والذي أسعدنا أننا وجدنا أرسال فقام المسؤول بالإتصال بالإدارة ليعلمهم بوصولنا، قررنا أن نذهب للمسجد ونصلي ما فاتنا ونرتاح ومن التعب نمنا فالمسجد وستيقظنا قرابة الساعة9 بالليل صلينا المغرب والعشاء وبعدها خرجنا تمشينا في السوق لكن التعب والإرهاق كانا المسيطرين فقررنا أن نذهب ونبحث عن المنزل الذي أستأجرته الشركة لنا سألنا أحد أهالي المنطقة عن مكان المنزل ليدلنا إليه؛ ولما وصلنا للمنزل صادف بأن المصابيح تحتاج إلى صيانة والمكان مليء بالأتربة نظفنا أحد الغرف بالسريع وبتنا تلك الليلة منهكين القوى.
ولم نستيقظ إلا في المساء ولأننا أستيقظنا متأخرين أتفقنا أن نوزع المهام أرسلنا أثنين ليحضروا الطعام من السوق والبقية أنقسموا مجموعات مجموعة في تنظيف المنزل ومجموعة في تجهيز معدات العمل الذي جأنا من أجله أما أنا فكنت في مجموعة الصيانة نصلح المصابيح ونوصل الكهرباء للأجهزة، أنتهينا من العمل وغابت الشمس ولكن محمد وعبدالله اللذان ذهباء لسوق لم يعودا بعد؛ أتصلنا بهما مرارا وتكرارا لكن هاتفهما مشغول؛ خفنا عليهما إذ أننا لا نعرف شيء عن أهالي هذه المنطقة وخفنا أن يكوناء قد تاهاء لكن إذا كانا تائهين لماذا لا يتصلان ولماذا هاتفهما مشغول إلا إننا لم نرد أن نضخم الأمور ولأن القرية صغيرة لن يبتعداء، فقررنا أن نذهب لنتعشى ونشتري ما يلزمنا. رجعنا للمنزل ولكن محمد وعبدالله لم يعوداء غضب المسؤول وأتصل ولكن الخط لازال مشغول فأمرنا أننا نذهب لننام لأن عملنا يبدأ من الصباح ومحمد وعبدالله بالصباح يعاقبهما.
وفي صباح اليوم التالي أستيقظنا على أنغام صوت المسأول وهو يزعق فينا وبغضب ويقول قوموا تراكم متأخرين -عوين متأخرين ومن الساعة سبع جاي ينهضنا-(أسميه هذا المسؤول ظبه) نهضنا وبو يتسحب ولي يترنح ما شبعانين رقاد لما جهزنا سألنا المسؤول عن محمد وعبدالله إذا رجعوا قلناله بأنا ما شفناهم سرنا ندورهم لكنا أستغربنا لقينا الناس بعدهم نايمين والسوق فاضي كأنه مهجور ظربنا لفه بالسريع ورجعنا قلنا نرجع بعدين يمكن نلقى حد ونسأله خبرنا المسؤول فقال أنزين ألحين باشروا العمل، ولأني أنا في قسم الصيانة فرحنا نسوي صيانة لسيارات كنا نحتاج لقطع غيار فقررنا أن نسير أنا وصديقي عمر ندور على كراج وفي نفس الوقت يمكن نحصل محمد وعبدالله سرنا ودورنا فالسوق والسكك وما لقينا لا كراج ولا محمد ولا عبدالله والغريب أنا ما شفنا أحد من أهالي القرية؛
رجعنا السكن وبالمساء أيضا ماشفنا أحد من الناس حتى وقت المغرب قام الناس يطلعوا وفتحت المحلات وما أن غابت الشمس حتى صار السوق مكتض بأهالي القرية ونحن في ذهول أتصلنا بأصدقائنا لكي يحضروا ويشاهدوا ما يحدث ولما حضروا قررنا أن نذهب ونسأل أحد أهالي القرية فلم يجبنا بشيء فذهبنا لنسأل أحد آخر فلم يجبنا أحد بشيء وبينما نحن نبحث وجدنا عبدالله يبكي فكان ملطخ بالدماء حاله كمن خرج من حرب سألناه أين محمد وماذا حدث لك فكان لا يجيب ألا بالبكاء كان كمن رأى شيا مخيفا أخذناه عاينه الطبيب الذي عينته الشركة لنا أعطاه الطبيب أبرة مهدأة ثم أراد أن يأخذ عينة من دمه لكي يفحصها لكن العجيب أنه لم يحصل على قطرة دم واحدة حاول الطبيب مرارا وتكرارا حتى علمنا بأن ذلك ليس صديقنا عبدالله، كنا كلنا نشوف لحالت عبدالله وما مصدقين إلي يحدث كانت وجوهنا فيها علامات تعجب وإستفهام من الذي يحدث وقطع سكوت دهشتنا أصوات غريبة عجيبة جعلت أجسادنا تقشعر خوفا ورهبا فعلمنا أن المكان مسكون فكنا لا نريد أن يحدث لنا مثل ما حصل لعبدالله أبلغنا المسؤول بضرورة العودة أجرى المسؤول إتصالات ليبلغ عن الذي يحدث لنا وبعد جهد وإقناع وافقة الإدارة بعودتنا لكن المشكلة أن السيارات بها أعطال والبترول لا يكفي ولن يخرجنا من تلك الصحراء فأمرتنا الإدارة بالبقاء بالمنزل حتى وصول المساعدة؛ لكنا كنا لا نطيق أن ننتظر لحظة واحدة في تلك المنطقة؛ أنقطع الصوت فجأة وبعد فترة سمعنا صوت طرق بالباب لم يتجرأ أحد منا على فتح الباب؛ إعتقدنا في تلك اللحظة ألا مخرج لنا وأن دورنا قد جاء؛ أنقطع صوت الطرق لعشر دقائق كأنها عشر ساعات كان الوقت بطيئ كل لحظة كنا نشعر بها ونتمنى أن تنتهي بسلام ،أفكارنا تشتت، كاد الخوف أن يصيبنا بالجنون، فجأة سمعنا صوت لم نتوقع صوت الله أكبر الله أكبر
أشهد ألا إله إلا الله... صوت أذان كنا نسمع الصوت ونردد مع المؤذن
الله أكبر الله أكبر
أشهد ألا إله إلا الله ...
ونحن نردد كأن الروح قد عادت إلينا بعدما كاد أن ينزعها الخوف بينما كنا نتوقع النهاية قد شارفت وأن لا مفر لنا كان صوت الآذان كمن يقول لنا تعالوا إلى الله؛ فقررنا الذهاب إلى المسجد ذهبنا لعبدالله لنحمله معنا فلم نجده فعلمنا بأن أهالي المنطقة أخذوه فذهبنا للمسجد وظللنا طوال الليل من قيام لصلاة وتلاوة للقرآن وقراءة الأذكار والدعاء ونحن على ذلك الحال لم يغفوا لنا جفن حتى الصباح وفي الساعة 9 بلغنا إتصال بأن طائرات المساعدة قد وصلت أخبرناهم بأننا فالمسجد؛ لكن الغريب بأنا لم نرى أو نسمع صوت أي طائرة وطاقم الإنقاذ لم يجدوا أحد في المسجد ووجدوا المسجد ممتليء بالغبار مما يشير إلى أنه مهجور ولم تطأه قدم؛
قرر بعضنا أن يذهبوا ليبحثوا عن طاقم الإنقاذ مع علمنا إننا لسنا في نفس العالم ثم خرجت أنا مع من خرج ضاقت نفسي من الجلوس دون فعل شيء وإذ أنا في طريقي ناداني أحدهم ظننته أحد أصدقائي يقول لي تعال من هنا فتبعته إلى طريق مسدود فلتفت إلي فتعجبت مما أرى إنه ليس أحد أصدقائي وإنما هو أحد أقاربي وهو شيخ كبير ومعروف بالعلم إنتابني فرح مع خوف غير إنه طمأنني وأخبرني بأنه سيخرجني من ذاك المكان ففرحت وقلت له سأذهب لأخبر أصحابي إلا إنه أخبرني أنه لا يستطيع أن يخرجهم كلهم وإنما جاء لإخراجي لوحدي فكان لا يوجد حل آخر أما أن أرجع لأهلي أو أبقى في ذاك العالم المعزول عن العالم الحقيقي فقلت له ؤريد أن أودعهم فقال لي لا يوجد وداع أما أن أذهب الآن أو أبقى إلى أجل مسمى فقررت أن أخرج من هذا العالم المخيف وأعود لأهلي وقبل أن يعيدني وعدني ألا أخبر أي أحد عنه بأنه هو من أعادني. أما أصدقائي فلم يعرف عن أخبارهم أي شي ووسائل الإتصال بهم إنقطعت؛
وها أنا الآن أقص عليكم ما حصل لي ولأصدقائي وإلى اليوم لم يعرف أحد ما حصل لهم .
ملاحظة:هذه القصة عشتها في خيالي فقط.
موضوع: قصة من العالم السفلي 
